خسر الريال وفاز مبابي

خسر الريال وفاز مبابي

في مقالة سابقة، تساءلت في هذا المكان: أين سيلعب مبابي

في مقالة سابقة، تساءلت في هذا المكان: أين سيلعب مبابي في منظومة ريال مدريد؟

الهدف من السؤال كان دخول النجم الفرنسي على فريق متكامل، حقق كل شيء في موسم مميز تحت قيادة المدرب المخضرم أنشيلوتي، فرفع الكأس التي تحمل الرقم 15 في تاريخ الأبطال، ومعه لقب الليجا، وأتبعهما بالسوبر الأوروبي والسوبر الإسباني.

قبل قدوم مبابي، كان الرياليمتلك مثلثا هجوميا قاتلا، يقوده فينيسيوس مع بيلينجهام ورودريجو، فكان على أنشيلوتي أن يضحي بواحد من البرازيليين: فينيسيوس أو رودريجو كونهما يلعبان كجناحين وهو مركز مبابي، ويبدو أنه اختار اللاعب الأقل صخبا والأكثر حسما في دوري الأبطال السابق، وهنا أقصد رودريجو الذي وصل به الحال مع نهاية الموسم للإفصاح عن رغبته بالرحيل بسبب كثرة جلوسه على مقاعد البدلاء.

وضحت مشكلة دخول مبابي على (السيستم المتكامل)، فلم ينجح في البداية من تسجيل معدله من الأهداف الذي اعتاد عليه بقميص سان جيرمان، وأشيع وقتها أن هناك تجاهل من (الزملاء) بسبب منافستهم على مكانتهم في الفريق، لكن هذا الأمر لم يثن اللاعب عن اتخاذ أسلوب الاقتحام والتسجيل بجهوده الذاتية في الكثير من الأحيان.

لم يحقق مبابي حلمه برفع كأس الأبطال، وهو ما حركه من باريس إلى مدريد، ولكنه نجح في القفز لصدارة هدافي الليجا، بعد الهاتريك الذي سجله في برشلونة، لكن هذا الهاتريك لم يكن ذو قيمة، حيث لم يشفع للريال بشفاء الغليل من سلسلة الهزائم التي وصلت إلى الرقم 4، والتي أهدت الغريم 3 ألقاب على طبق من ذهب.

سجل مبابي لغاية كتابة هذه السطور 39 هدفا خلال 53 مباراة خاضها بقميص الريال في الموسم الحالي، وأثبت أنه الأفضل في منظومة الفريق الهجومية  بين كوكبة النجوم، لكن كل هذه الأهداف لم تساهم في إنقاذ موسم الريال الكارثي، وخاصة خسارة لقبي دوري الأبطال والليجا، فكان الرابح الوحيد داخل أروقة البيت الأبيض، مقابل تراجع فيسنيسيوس إلى المركز الثاني بتسجيله 20 هدفا خلال 50 مباراة، مقارنة بـ 25 هدفا في 40 مباراة خلال الموسم الماضي،  فيما لم ينجح بيلينجهام من تسجيل أكثر من 13 هدفا خلال 50 مباراة، يقابلها 23 هدفا خلال 43 مباراة في الموسم الماضي، ورغم قلة دقائق مشاركاته مقانة بالثلاثي، سجل رودريجو 12 هدفا خلال 50 مباراة مقابل 18 هدفا في الموسم الماضي.

انظر أيضا:  مواجهة حماسية بين ويتيكر ودي ريدر بأبوظبي

اللافت أن مبابي لم يمرر سوى 3 تمريرات حاسمة خلال الموسم الحالي، في المقابل كان فيسنيسيوس الأكثر تمريرا  بتقديمه 16 مساعدة، يليه رودريجو وبيلينجهام (13) تمريرة.

حقق مبابي جانبا من أهدافه بالرحيل للريال بالتمسك بقدرته الفائقة على تسجيل الأهداف رغم غياب الألقاب، لكن هذا المفهوم قد يتغير مع تولي تشابي أولونسو دفة القيادة في مدريد، وتحويل الفريق إلى ماكينة تؤازر بعضها البعض، بأدوار واضحة لكل فرد في الفريق، وحينها قد يحقق مبابي أحلامه مع الفريق ككل، ويتوج بالألقاب التي جاء من أجلها.

مقالات ذات صلة